الجمعة، 2 ديسمبر 2011

بلد الأضداد1(البرادعى)



عندما يقرأ سليم الرؤية معتدل الطبع  المتبصر في الواقع المصري يجد العجب العجاب ...ففي مصر لا قاعدة..
الديكتاتور يتحدث عن الديمقراطية كأنه رضعها في الصغر....والقوى الراديكالية تقف ضد الثورة وتجرمها ثم تتصدر المشهد عقب نجاحها وقبل الثوار....الثوار تستقبلهم الفضائيات ليلا ونهارا يتحدثون عن الثورة ولم ينفد أي من مطالبها .....الكافرون بالديمقراطية يتصدرون نتائج الانتخابات الديمقراطية.....تقول التيارات الدينية أن الدين يجعل السياسة خلوقة ثم يمارسون أسوأ أنواع التضليل للفوز في الانتخابات تحت شعار الضرورات.....
يلتف الجميع حول النخب حتى إذا كان لهم ما يريدون انقلبوا عليها...والعوام تسمع من كل منهم رأيا مختلف كل عشر دقائق...وفى مصر أيضا تجد الكلام وضده من نفس الشخص وفى نفس الوقت....الثورة التي يتحدث عنها العالم وكأنها شيء فريد من نوعه بل ويقلدونها أحيانا لم تصل إلى أغلب الشعب المصري بل ويعتبرها العوام حدثا غريبا عنهم .....يصعب أن يقول أحد في أي مجال لا أعرف .
عندما انهي الدكتور البرادعى عمله في الهيئة الدولية للطاقة وعاد إلى مصر وجد فيه الحالمون من حركات وأحزاب ومنظمات قطبا يلتف حوله الجميع من أجل التغيير بما فيهم جماعة الإخوان المسلمون

 ونتيجة ذلك مارس معه النظام السابق عن طريق أتباعه وبمساعدة مجموعة من الراديكاليين أسوأ حملات التشهير والقدح والقذف أحيانا ووصفوه بكل وصف مشين واتهموه زورا بكل فعل موبق وخلق وضيع وبرغم ذلك ظلت الجماهير المهتمة بالشأن السياسي ملتفة حوله مدركين الأساليب القذرة لهذا النظام وتبنوا مطالبه للتغيير
وبدأت التظاهرات يوم 25 يناير وبدأ المهتمون بشأن البلاد بالانضمام إلى الثوار فتزايدت الأعداد تزايدا كبيرا فتعامل معها النظام.. بالقمع والقتل وشيوخ السلفية ..الذين لو وعى النظام ما قالوه لأباد الثوار بفتوى شرعية

وفى ظل هذه الفعاليات الثورية قام النظام السابق بفتح قنوات للحوار والتفاوض مع أغلب القوى السياسية بل وبعضهم قدم مطالب  لتهدئة الناس إذا حققها النظام ....وظل البرادعى على ثبات موقفه بالتنحي أولا وفعلا صدقت رؤيته.
وعقب التنحي بدأ كل فصيل  في العمل بمفرده وانفضوا من حول الرجل  منحازا كل منهم إلى أولوياته الخاصة وإيديولوجيته رغم عدم اكتمال المطالب الثورية.
 ولكن عندما اصطدمت رؤى البر ادعى مع رؤى الإخوان والسلفية وبعض القوى قام أتباعهم وبعض مشايخهم  بوصفه بكل ما قاله نظام المخلوع في حقه بل واشتد الفجور في الخصومة لدرجة التكفير والخروج عن الملة.
البرادعى كان عامود الثورة المصرية شاء من شاء وأبى من أبى وذلك ما ينكره الحاقدون بألسنتهم وتقر به الأحداث إقرارا...(.التضاد) أن هذا الرجل الذى له فضل على كل المصريين من أولهم إلى آخرهم متهم بالعمالة والخيانة من كثير منهم وهذه التهم ظهرت عقب نجاح الثورة فقط وكأنهم لم يروه من قبل.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق