الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

ياسر برهامى....مصدر السلطات

(أما ما لم يقبله السلفيون، فهو ـ كما يوضح الشيخ ياسر ـ "الفكرة الفلسفية للديمقراطية في أن الشعب هو مصدر السلطة التشريعية"، وما في الديمقراطية من كفر "في أصل فكرتها"، وذلك لاعتقادهم الجازم بأن "الحكم لله".)
........................................................................................................... 
من خلال كلام ياسر برهامى أجد أن هذا الكلام المنمق الذي يقوله عن أن للديمقراطية فكرة فلسفية هو من قبيل الإيهام  بأنه مُطَّلِع على المصطلحات السياسية ومعرفة نشأتها ومدلولاتها.
فالديمقراطية في الاصطلاح هي شكل من أشكال الحكم السياسي قائمٌ بالإجمال علَى التداول السلمي للسلطة وحكم الأكثريّة و تعني في الأصل حكم الشعب لنفسه . وهى فى المعنَى الأوسع نظام اجتماعي مميز يؤمن به ويسير عليه المجتمع ويشير إلى ثقافةٍ سياسيّة وأخلاقية معيّنة تتجلى فيها مفاهيم تتعلق بضرورة تداول السلطة سلميا وبصورة دورية.

والسلطة هي القوة الغالبة والقاهرة والمستطيعة إنفاذ ما وجدت لأجله كرها.والسلطة المجتمعية هي قدرة شخص معين أو منظمة على فرض أنماط سلوكية لدى شخص أو مجموعة ما.
.
أما ما يقوله من أن "الحكم لله" فإنك تجد قمة الخلط في الفهم فقد غاب عنه أن يفرق بين أداة الحكم والحكم ذاته فالسلطات هنا هي أدوات للعمل تحت مرجعية ما (دستور...قانون....لائحة.....قرار)= (الحكم).  فكل ما ينتج عن السلطة التشريعية من تشريعات أو قوانين مقيد بالدستور وكل أفعال السلطة التنفيذية مقيدة بالقانون.
 قال صلى الله عليه وسلم "إن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن".فالسلطان أداة الحكم والقرآن مادة الحكم.
والسلطان هو من بيده السلطة سواء كان شخصا أو جماعة والناظر لعهد الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم أجمعين يرى هذا المعنى بوضوح فالأحكام هي الصيغ التنفيذية المشتقة أو المتوافقة أو التي لا تخالف المرجعية (الكتاب والسنة ) ومع تطور نظم الحكم أصبحت السلطة التنفيذية بديلا عن السلطان كشخص والسلطة القضائية بديلا عن قاضى القضاة وتم فصل الفقهاء والعلماء عن الحاكم في صورة السلطة التشريعية .
ولا يخفى عن أي قارئ في التاريخ العباسي كيف أن الخليفة أبا جعفر المنصور عذب الإمام الأعظم أبا حنيفة من أجل أن يتولى القضاء فكان للسلطان أو للخليفة السطوة على الفقهاء والقضاة مما جعل الحكم شموليا والسلطة بيد شخص مما جعل الخلافات بعد الراشدة قائمة على الانقلابات والمعارك من أجل الاستيلاء على الحكم.
فمن قال أن الحكم ليس لله فليس بمسلم.... ولكن كيفية فهم النصوص هو الطامة الكبرى عند السلفيين .
وعلى هذا فجميع أقوالهم لا تؤخذ على علاتها لمجرد التكلم بآية أو حديث وإنما بمقدار فهمهم لها على مجموع ما يقبله اللفظ من معان ....وياليتهم يسكتون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق