الخميس، 15 أغسطس 2013

البرادعى........... والتولي يوم الزحف

البرادعى........... والتولي يوم الزحف
بعيدا عن الفجور في الخصومة والتجريح في الانتقاد أتناول في هذه التدوينة  ببعض الإنصاف ما يحدث الآن .
تناولت في تدوينة سابقة بعنوان المصالحة والتهريج السياسي استحالة عودة الجماعة أو الحزب الناطق باسمها للعمل السياسي حتى ولو كانت اعتصاماتهم سلمية . وكذلك في في بوستات كثيرة انتقدت موقف النظام السلبي من هذه الاعتصامات الإجرامية وكنت أنتقد النظام بوجه عام كي لا أكون متحاملا على أشخاص بعينهم إلا أنني بعد تصريحات الدكتور البرادعى لبعض الصحف والوكالات الأجنبية وذلك قبل أسبوع من فض الاعتصام ودفاع بعض الشباب غير العقلاني  (دفاع المريدين) عن كلامه وتصريحاته وموقفه لم أجد بدا من الكلام صراحة عن موقفه العجيب تجاه فض التظاهرات وكتبت بالنص على صفحة البرادعى نيوز  على الفيس للشباب أن دفاعهم مرفوض و مقزز لأنه أعمى وغير موضوعي . كما قلت أنني أشعر أنه من المحتمل أن السيسى ومحمد إبراهيم يرفضون فض الاعتصام إلا بعد الموافقة بالإجماع من النظام خوفا من استقالة البعض إذا قاموا هم من تلقاء أنفسهم بذلك فيكونوا كبش فداء ولا أخفى أنني كنت أقصد البرادعى فى قولى .
فالسيسى قائد محدد الرؤية صادق العزم  قام بدعوة الشعب حتى يثبت أصحاب الموقف غير الموزون والمرتعش وكان يريد أن يرى الرجال يدعمونه .ومن ثم قلت إذا كانت هذه الحكومة وهذا النظام يريد أن يحكم فى ظروف الرفاهية والرخاء فليس وقتهم الآن فلتذهب هذه الحكومة وليأت الرجال أصحاب القرارات .
لا ينكر أحد أن البرادعى كان عامود الثورة المصرية في يناير وفبراير 2011 وكان ثابت الموقف على أن يرحل مبارك قبل التفاوض حين تفاوضت الأغلبية من السياسيين نظامه وقلت ذلك صراحة في تدوينة (بلد الأضداد 1 ....البرادعى) وبرغم ذلك ورغم أنني عضو في الدستور منذ تأسيسه  إلا أنني كنت أرى الرجل عاديا للغاية  فليس زعيما أو قائدا و كنت أرى أن تدويناته في معظمها عادية جدا وكنت أستغرب من إضفاء هذه الهالات الإعلامية على تلك التدوينات التي لو خرجت من أي مصري لما شدت انتباه أحد . ولكنني وحتى الآن لم أشكك قط في نوايا الرجل وكنت أرى أنه واضح ويكفى الوضوح في الرؤى كي يكون الشخص محل احترام .
ولكنني أريد أن أناقش أفكار الرجل وبخاصة تصريحاته عن أن..... الإخوان فصيل وطنى , أن الإعلام شيطن الإخوان , كانت هناك فرصة للحل السلمي للأزمة والتصالح الوطنى .
هذه التصريحات عندما سمعتها قلت أنه إما أن الرجل معتاد على أعمال الوكالة الدولية للطاقة حيث تستغرق حلول المشكلات سنينا طويلة ... ونحن جميعا نعلم  المفاوضات مع إيران... أو أن الرجل يحتاج إلى المراجعة فى أفكاره.
فالبرادعى وإن كان أيقونة الثورة المصرية إلا أنه جاء على شعب يغلى فلم يكن مؤثرا في ثقافة الشعب وإنما كان قوة دافعة له في اتجاهه أي أن الشباب وبقية الجماهير كانوا معدين لذلك التحرك مع أي قوة دافعة وذلك ليس انتقاصا من شخصه ولكنها الحقيقة المجردة وبالتالي فهو ليس زعيما أو ملهما حتى أن الجميع كان يقول أنه من تفرد وعظمة الثورة المصرية أن ليس لها قائد(وهذا من جملة الأغاليط أيضا ولكن ليس وقت مناقشتها الآن).
فأما عن أن الإخوان فصيل وطنى فهم ليسوا ولم يكونوا كذلك لأن طبيعة تراكبهم ليست طبيعة تراكب الشعب المصري فالتنظيم قائم على نظرية التطور العائلي بينما الدولة المصرية قائمة على العقد الاجتماعي . ومن ثم فمن المستحيل انخراطهم تنظيميا في الدولة لعدم المناسبة ومتى انخرطوا فأبشر بالخراب وذلك لا يمنع أفرادهم من ممارسة الحقوق السياسية فرادى بحق الجنسية.
أما أن الإعلام شيطن الإخوان فبحكم الطبيعة أن الطبع المغاير للطبع العام المصرى في الفكر والأهداف والمنهج  
لا بد وأن يلقى كل معارضة ومناهضة وليس في ذلك أي غرابة, فالخروج على الطبع العام هو شيطنة و شذوذ.
وأما عن فرصة الحل السلمى فقد تكلمت في ذلك كثيرا في معظم التدوينات ولاسيما فى تدوينة (الإعلان الدستوري.....حياة أو موت) حيث قلنا أن علاقة الإخوان بالدولة ومؤسساتها هو الرئيس و ولو أن مرسى ترك الكرسي بأي سبب لانتهت علاقة الإخوان بالدولة وذلك فيه نهايتهم إلى الأبد.

ولعدم إدراك البرادعى لهذه الأوليات و البدائيات فهو لم يحسن التصريحات وبناءا عليه لم يحسن القيام بدور ظن أنه قادر على القيام به  ولم يحسن قراءة مراد الشعب المصري ومن ثم فكأنه بل إنه تولى يوم الزحف عندما قدم لأعداء الوطنية المصرية هدية عندما تقدم باستقالته فحقق ما يظنه الطاعنون فيه ولم يحتكم إلى مؤيديه ومريديه في قراره ومن ثم فليس للدفاع عن رؤاه ونواياه محل  .