الجمعة، 24 أغسطس 2012

الرئيس الإرشادي



ينرفزنى جدا عندما أشاهد الفضائيات أن أجد (كبار) الكتاب والإعلاميين يتحدثون عن الرئيس وكأنه شخصية مستقلة  ويتم البناء في كلامهم في شتى المواضيع الاقتصادية والاجتماعية و الساسية على أساس هذا التصور والمفهوم ومن ثم يطالبونه  بكذا وكذا ويلومونه في كذا وكذا ويقارنون بينه وبين رؤساء أنظمة أخرى وينتقدون أفراد حكومته ....إلخ.
والبناء على قواعد أو مفاهيم غير حقيقية هو ضرب من الجهل . يقول الشاعر
إذا ما قتلت الشيء فهما فقل به........وإياك والشيء الذي أنت جاهله
في العلوم التطبيقية وكذلك النظرية يتم التعويل والاعتماد على التحليل المنطقي المنهجي ولا أظن بقية المناحي الحياتية بمنأى عن التحليل.....ومن هنا نبدأ.
الرئيس مرسى كباقي أفراد الجماعة جرت عليه مراحل التطور المختلفة في الجماعة ابتدءا من محب إلى عضو من درجة معينة......وبالتفاني .....إلى قيادي ......إلى عضو مكتب إلى رئيس حزب بعد الثورة وأود هنا أن أشير إلى مقولتهم ( حزب أسسته جماعة الإخوان )ولا يخفى على كل ذي عقل أن تكون مبادئ الجماعة هي مبادئ الحزب فهو موجه لخدمة الجماعة وبناء دولة الإخوان بالأساس ( حتى أن بعض الأعضاء المنضمين إلى حزب الحرية والعدالة وليسو من الجماعة قدموا استقالاتهم لأن الحزب يعامل الأفراد من خارج الجماعة ككم مهمل) والانتماء العقائدي ممتزج بالكيان المادي والفكري للشخص والتخلي عنه أشبه بالموت بل هو الموت بعينه ومن ثم لا تجد تاركا للجماعة منفصلا عنها كلية( إلا من لم يتشبع بأفكارها ولم تتغلغل فيه توجهاتهم أما من ينشق عنها من المتأصلين فإنه ينشق عن القيادات وطريقة تعاطيهم مع الأمور يظل مستمسكا بمبادئها الأصيلة أى ليس انفصالا جذريا ) .
والجماعة قدمت الشاطر مرشحا للرئاسة (وأنا هنا لا أناقش كذبهم المتواصل الذي من بعضه عدم تقديم مرشح للرئاسة) ثم لما حدثت العرقلة لترشح الشاطر أمرت الجماعة الدكتور مرسى بالترشح أي هو مأمور بالترشح وتسميته بالاستبن ظالمة لأنه لم يكن حتى احتياطيا للشاطر وإنما هو حسب الظرف أي رئيس مترشح بالصدفة وظلت الجماعة والحزب  تدعم الرئيس بكل ما أوتيت من قوة وبعقد الصفقات مع كثير من التيارات المدنية منها الليبرالية واليسارية  لتدعم الرئيس مرسى حتى أراد الله أن يفوز.
وعندما فاز أعلن عن انسحابه من الحزب والجماعة حتى أن المرشد العام في موقف كوميدي أعفاه أو حلله من البيعة.
السؤال الواجب هنا.....هل يصدق أحد هذه المواقف المضحكة (المسخرة)؟؟؟؟؟؟؟؟
عندما أصدر الرئيس القرار البلطجي بعودة المجلس التشريعي لم يمتعض من القرار فرد واحد من الجماعة بل كلهم كانوا من المدافعين الأشاوس عن القرار البلطجي وكذلك أصحاب المنفعة (الاحزاب المسماة بالسلفية التى خرجت من المولد بلا حمص) وعندما انقلب على الإعلان المكمل لم يصدر كذلك عن واحد من الجماعة انه يختلف مع الرئيس .
وفى كل قرار يصدره تجد الجماعة عن بكرة أبيها مدعمة له تظاهرا وإعلاما وصحافة ..وهذا عجيب....فإنك لا تجد تطابقا فكريا على وجه الأرض بهذه الصورة فالموضوع ليس فكريا بالأساس ولم يكن لمرسى وهو بنصف صلاحيات(صلاحيات محدودة)أن يرتكب تلك الأفعال ضد الشرعية( لا يستطيع رئيس فعلها بصلاحيات كاملة في أية دولة ديمقراطية أو مدعية للديمقراطية) لو لم تكن باتفاق مسبق مع الجماعة بل بتعليمات من الجماعة وهذا وضع مكشوف جدا.
الخلاصة أنني أطلب من الصحفيين والإعلاميين والذين يقال عنهم كتاب ومفكرون ألا يتعاملوا مع الرئيس وكأنه شخص مستقل الرأي والقرار وإنما أن يتعاملوا مع الحكومة والرئيس وحزب الحرية والعدالة ومكتب الإرشاد والمرشد العام كشخصية واحدة فلا يتكلم شخص عن أي منهم ككيان منفصل ولو جزئيا عن الآخرين فإنما الرئيس مرسى هو واجهة التأصيل لدولة الإخوان.
.......................................
ومعبرا عن رأيي الشخصي أقول
إنني أعتبر الرئيس مرسى المنتخب أصبح فاقدا للشرعية منذ أصدر قراره الأول بعودة البرلمان ولو فرض بأننا فى دولة محترمة لتم عزله  على الفور حتى ولو عدل عن قراره (قرار الجماعة) لأن القرار يعبر عن فكر وإذا كان يفكر بهذه الطريقة والمفهوم فسيقوض أركان الدولة المدنية لصالح الجماعة.
وكذلك انقلابه على  الإعلان المكمل الذى مارس وظيفته بناءا عليه وهذا يبين أن الفكر المرحلى للتمكين عند الاخوان متأصل فى هذا الرجل.....وسأظل أتعامل معه على أنه غير شرعى حتى ولو قدر الله له إكمال مدته.
......................................  
وللقوى المدنية من حركات وأحزاب ومنظمات أقول :
لا تدعوا الإخوان الى الالتزام بالقواعد فعند الإخوان لا قواعد....مصالحهم المرسلة وضروراتهم فوق الجميع
هذه هي قاعدتهم.
ومكلف الأشياء ضد طباعها......متطلب في الماء جذوة نار
ناهضوهم  بطريقتهم إن استغلوا العوام فاستغلوهم وان استخدموا الدين فاستخدموه ولكم العذر في ذلك حتى لا تضيع البلاد والعباد جراء انتهازيتهم ووصوليتهم.

الاثنين، 20 أغسطس 2012

الإخوان الزئبقيون (لا مبدأ)


هذه التدوينة هي للتعاطي مع فكر الإخوان كجماعة أو حزب أو أيا ما يكونون.
الأحزاب السياسية المرموقة في دول العالم المتحضر تقوم على برامج نابعة من قواعد فكرية وليست عقائدية والقواعد الفكرية بطبيعتها متغيرة بتغير الأفكار والمفاهيم مع الوقت شأنها شأن التطور الحادث في كل مجالات الحياة ولا ضير في ذلك.
 أما العقائد فإنها جملة المبادئ الراسخة المتحكمة في كيان المرء وسلوكه. ومن ثم فإن الأحزاب القائمة على الفكر لا تدعى امتلاك الصواب ويمكن أن تراجع نفسها فكريا وأن تتخلى عن بعض أفكارها طواعية دون إجبار لأن الفكر يعتريه الصواب والخطأ.
 أما الأحزاب القائمة على العقيدة فإنها بطبيعة مرجعيتها العقائدية لا تعترف بالخطأ لأن الاعتراف بالخطأ في هذه الحالة سوف يحدث خللا في معتنقيها وبالتالي فلو تم الاعتراف من جانب تلك الأحزاب فان منتسبيها يحسبونه فقط تنازلا مرحليا مع صدق رؤيتهم وصواب فكرهم لحين التمكن أو التمكين.
ومنتسبو الأحزاب الفكرية لا تعتريهم الحدة والهجوم على الغير فى المساجلات  ولا مانع من أن يدلى برأيه في أي من الأمور ولو جانبه الصواب أما منتسبو الأحزاب العقائدية هادئون جدا ويخافون من الإدلاء برأي فيما لم يتعرض له قياديوهم أو فيما لم يصدر به تعليمات وإن قارعتهم بالحجة ضاق صبرهم و بان ما لم يكن يبين من الحدة والغلظة في القول نظرا لعدم قدرتهم على مواجهة الفكر بالفكر.
بعد استفتاء مارس 2011 جلست مع بعض شباب من جماعة الإخوان المسلمين وسألتهم :
أتوجد ديمقراطية في الجماعة؟
قال: نعم
قلت: هل تعرف شخصا واحدا قال لا للتعديلات الدستورية ؟
قال: لا
قلت : فأين الديمقراطية؟
قال : كانت بيننا آراء مختلفة داخل الجماعة بين لا و نعم ولكن نزلنا على رأى الأغلبية في النهاية وقلنا جميعا نعم.
قلت :الديمقراطية هي الخضوع لما ينتج عن اختيار الأغلبية على رغم الاختلاف معهم وليس تغيير القناعة والرأي لتوافق الأغلبية ولو كان الأمر كذلك فلا داعي للمعارضة في المجالس النيابية ولكن يتم التصويت ويتم تنفيذ اختيار الأغلبية.
فجنح للروغان فتركته.
وبعد صدور حكم  المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب  وصدور القرار البلطجي  بإعادته للانعقاد  وانعقاده وتحويل الحكم للجنة التشريعية جرى هذا الحديث بيني وبين مجموعة منهم  
قلت: لهم هذا الرجل لا يحترم ما اقسم على احترامه(الدستور والقانون) ومن ثم فهو بلطجي.
قالوا: ليس بلطجيا والحكم يختلف في تفسيره فقهاء القانون والبعض قال عنه مسيس.
قلت : أي قضية يتم الحكم فيها لا بد أن يتضرر منه أحد طرف التقاضي ودائما ما نجد الطرف الخاسر يعيب في الحكم ولكن يظل قول القاضي هو الفيصل وعلى الجميع احترامه بالعافية (القانون) ثم إن القول أن في سرعة فصل المحكمة في القضية تسييس لا يصح من جماعة تدعى أن لها باع في السياسة فذلك يعنى أنه لا مانع عندكم من استمرار المجلس في عمله رغم علمكم  ببطلانه كما أن انعقاد المجلس في حد ذاته سبة فى جبين من حضروا بل يستلزم حرمانهم من مباشرة الحقوق السياسية لأنهم خالفوا حكم المحكمة عمدا واستنادا على قرار بلطجى كما أن احالة حكم المحكمة الى اللجنة التشريعية وإحالته إلى محكمة النقض فانما ينبىء عن قوم لا علم ولا عقل عندهم فأنا رجل الشارع البسيط بمجرد سماع ذلك الخبر قبل وقوعه جزمت بان محكمة النقض ستحكم بعدم الاختصاص فكيف لنواب المجلس التشريعي ارتكاب هذه الجريمة التى طالما قام بها حبيب العادلى وحسن الالفى عند كل انتخابات بإحالة القضايا لمحاكم غير مختصة للنظر فيها لقد تشابهت قلوبهم.
فقال أحدهم: يعنى هوه حكم المحكمة قرآن(هذه الكلمة ليست ما كنت ارجو سماعه) وهذا يدل كما قلت فى البداية على أن احترام القانون مرحلي عند الجماعة حتى يستتب لهم الحكم فإذا حدث فستكون هذه المرحلة one way أي نحن القانون وما نراه ونعتقده هو ما يجب أن يكون وأن غيرنا ضلالا انما يريدون الفساد فى الارض وينبغى أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف.
وأدلل أولا على كذبهم وتزييفهم ووصوليتهم إبتداءا بما يلي:
بعد أحداث محمد محمود و التعرية فى ميدان التحرير ومطالبة الشباب للعسكري بتسليم السلطة فورا صار هذا المطلب حديث الفضائيات فقام مهندسو الجماعة في الفضائيات المختلفة برفض تسليم العسكري للسلطة إلا بعد عمل الدستور الجديد معللين ذلك بأننا قد تخلصنا من ديكتاتور بصلاحيات شبه إلهية ولا نريد دكتاتورا جديدا وهذا الكلام قيل عندما لم يدر في ذهن الجماعة أن ترشح للرئاسة ناهيك عن أن تفوز بها فلما شاء مقدر الأقدار أن تكون لهم الرئاسة فإذا بهم يطلبون له ما لم يكن لغيره من السابقين فتذكرت قول روزفلت (أجل انه وغد ولكنه وغدنا) فكأنما الجماعة قالت لا نريد ديكتاتورا ولكن لا بأس إن كان ديكتاتورنا.
وهذا اللعب الصغير من الإخوان دأبوا عليه خلال الفترة المنقضية فلا يشعر المرء بأنه يتعاطى مع قوم لهم مبادئ وإنما مبدؤهم أن( لا مبدأ ) ففعل غيرهم شنيع مجرم عندهم فإذا كان منهم نفس الفعل فضرورة أو مصالح مرسلة فمحرمو الاقتراض من البنك الدولي بالأمس هم مقترضو اليوم
ناهيك عن جميع المواقف والتصريحات الاخوانية المذكورة فى مدوناتى السابقة وكذلك في هذا اللينك
المختصر أن تلك الجماعة قائمة على السمع والطاعة في السراء والضراء ويكون غبيا من ظن أن الرئيس مرسى أو غيره صاحب توجه ذاتي أو تفكير منفرد حر إنما أفراد الجماعة يتحركون بالتعليمات العليا الإرشادية وليس لأحدهم أن تكون له الخيرة في أمره وكلنا يعلم أن الرئيس رئيس بالصدفة .
ولى صديق قال لى ذات يوم أتراك تحسب أن الانضمام إلى الجماعة سهل انما هو من اصعب ما يكون فلقد حاولت الانضمام اليهم بل اننى دخلت المعتقل وبعد خروجى  رفضوا انضمامى اليهم ...تعرف ليه ....قلت له ليه......قال لى عشان بافكر وعندى مخ  بيحركنى
وفى البلاد رجال لا خلاق لهم....إن لم أبهدلهم عيب على شنبى