الخميس، 8 ديسمبر 2011

الشعب المضحك (والله ما بيفهم فى الكهربا حاجة)



القضايا أو الموضوعات  يمكن تقسيمها من حيث الأهمية إلى كلية وجزئية   وتتأثر الجزئية بالكلية نظرا لان العلاقة بينهما(father-children relationship)  (رأس بأطراف). وأغلبية الشعب المصري عبر التاريخ المنظور تجدها مهتمة بسفاسف الأمور متجاهلة أعاظمها أي أن أولوياتها لا يحكمها منطق سليم ولعل في تزامن مباراة المنتخب وغرق العبارة توضيحاً لهذا المعنى.
وأنا هنا لا أقصد ما يقوله العوام من أن النظام السابق كان يشغل الناس بقوت يومهم حتى لا ينشغلوا بالسياسة وإن صح ما يقولونه فهذا دليل على الاستهبال أيضا لأنه يعنى أن النظام كان يستغفلهم وهم كانوا (عاملين) مغفلين والأمور ماشية. وإنما أقصد حكم الأغلبية على الأمور بشكل عام.
  • وأبدأ أمثلتي بحديد عز فقد قام  بمساندة من النظام باحتكار سوق الحديد حتى تضاعفت أسعاره ثم تجدهم يتناسون جريمة الاحتكار ويطلبون تخفيض السعر.
  • يرتكب النظام أقبح جريمة بعمل مسخ دستوري للتوريث فيتناقشون حول من يصلح لرئاسة الجمهورية غير الشاب المعجزة (جمال مبارك).
  • يتناسون فضائح تزوير لانتخابات ثم يقولون للنواب انتو عملتولنا إيه  وكأنهم من أنجحوهم.
  • على قدر إجرام النظام فى حق الشعب النظام  يدافعون عن الرئيس لأنه ما دخلناش فى حروب ...ولا أدرى ما الداعي إلى الحرب.
  • ثم قامت الثورة وأراد الثوار خلع الدكتاتور فإذا بهم(وهم المطحونون) يتعاطفون مع كلام المخلوع وينسون القتلى والمصابين بل سبوا ولعنوا الثوار وودوا لو أن المخلوع أبادهم.
  • وعندما ظهرت أرصدة المخلوع لم يهبوا لينالوا من خادعهم ولكن قالوا (عاوزين فلوسنا).
  • وعندما تنحى المخلوع انحازوا تلقائيا إلى المجلس العسكري وكأن مغناطيسا يجذبهم إلى من جلس على كرسي الحكم وقالوا للثوار (ما تروحوا بقه انتو مش عملتو اللى انتو عاوزينه) وكأن مطالب الثوار كانت فئوية وكأنها كانت ثورة قطاع خاص.
  • وإذا تظاهر الثوار في التحرير نتيجة لسوء الإدارة تجد الجالسين على المقاهي فى ربوع البلاد يشربون الشاي والشيشة يشاهدون التلفاز و يقولون (عاوزين استقرار) وكأنهم جالسون فى صينية التحرير.
  • كان يتم السحب من الاحتياطي النقدي وكانت تسود البلاد حالة من الشلل فيتظاهرون على اختلاف فئاتهم من أجل الكادر أو الحافز أو زيادة الأجور أو التثبيت بالوظائف.
 ما ذكرته يوضح أن تركيبة هذا الشعب المعرفية سطحية لدرجة الضحالة ومفككة لدرجة الميوعة(شعب بيفصل بسرعة) بل تصل أحيانا إلى إلى درجة الهبل المعرفى وكان يتجلى ذلك عندما
  • تقوم الحكومة المصرية بتقديم كل أنواع الدعم  للقوات الأمريكية والانجليزية الغازية للعراق فيقولون (منه لله البرادعى).
  • وكذلك عندما يتحدثون ليلا ونهارا عن عظمة الثورة وعالمية ميدان التحرير  ثم يتظاهرون فى ميدان العباسية.
وكثيرا ما عبر الشعب عن نفسه خلال نكاته والتى تفصح عن طريقة تعاطيه مع الأمور ومن أهمها
(قالوله الحق مراتك ظبتوها مع الواد سيد الكهربائى...قالهم والله ما بيفهم فى الكهربا حاجة)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق