الأحد، 15 يناير 2012

البودى جارد المسلح


في مقالة قديمة كتبتها بعنوان من أول السطر   بتاريخ  2 سبتمبر الماضي قمت بإرجاع  كينونة الجيوش إلى مفرداتها الأولية(http://www.facebook.com/groups/174780185906799/).
وأردت القول أن الشعوب أشبه بأصحاب رؤوس الأموال والأموال هنا هي (النطاق الجغرافي بما يحتويه من ثروات ومنافع).
ولما كان صاحب رأس المال يحتاج إلى حمايتين لنفسه ولماله من الطامعين والمغيرين فبالتالي يلجأ إلى استئجار الأمن (البودى جارد) حتى يستطيع أن ينعم بحياته وثروته وأؤكد ثانية بحياته ثم بثروته ومن ثم فليس بمعقول أن يكون البودى جارد أحرص على حياة مستأجره منه.
والعلاقة بين رجل الأعمال والبودى جارد محكومة ببعض المحددات فالبودى جارد لا يجب بناءا على رؤيته الذاتية فى التأمين أن يتحكم فى حياة مستأجره بزعم تأمينه وإنما تأمين وتوفير الحماية له في جميع ما يريد مما يرى أنه فى إمكان البودى جارد. فإذا زعم  البودى جارد أنه ليس فى إمكانه فللمستأجر الحرية فى ابقائه أو استبداله......
إذن ماذا لو كان الأب هو صاحب رأس المال والابن هو الحامي(البودى جارد) ؟؟؟؟؟؟؟....
إذن فيجب عليه فعل أقصى ما يمكن عمله لتوفير الحماية لأبيه وبحسب ما يرى الأب ويحب....ذلك لأن الدافع للحماية فى هذه الحالة مزدوج حيث يقوده الى الدفاع عن أبيه شيئان أولهما الانتماء وثانيهما أن مصالح أبيه هى مصالحه ولو أنه تحكم فى أسلوب حياة أبيه بزعم تأمينه ونصب نفسه راعيا لمصالحه فقد حجر عليه.

فماذا لو كان صاحب رأس المال يملك البودى جارد؟؟؟؟ ......إذن فعلى البودى جارد التفانى لخدمة وحماية سيدة وطاعته حتى لو كلفه ذلك نفسه فإن حياته مرهونة بسيده فإذا قفز فوق رغبة سيده بزعم حمايته فقد عصى واستحق العقاب.
ما هذا الذى أقول!!!!!!!!!!!!!؟؟؟
فى دستور 1971 جاء فى الفصل السابع المادة رقم 180 ما نصه
المادة (180)
الدولة وحدها هي التي تنشئ القوات المسلحة
، وهى ملك للشعب، مهمتها حماية البلاد وسلامة أراضيها وأمنها.
..............................................
ولأن الشعب هو الذى تنشأ به وعليه الدولة  فكانت القوات المسلحة ملكا للشعب تسير وفق ما يراه الشعب ويقرره
وعليها الطاعة والسمع فى ذلك... ولها الاعتذار إذا كلفت بما لا تطيقه... وللشعب أن يقرر بشأنها ما يراه.
ولكن أن يحمل الجيش الشعب على ما يراه وأن يبدى استعصاءا على مالكه فيما يذهب إليه فانه بذلك يقلب المنطق والمبادىء الحاكمة وينقلب عليها ويجعل من الجيش حاجرا على الشعب وهذا ضد الطبيعة  المنشئة للجيوش.
فما الذى يحدث فى واقعنا المصرى الآن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق