الأحد، 8 يناير 2012

ظن شرا


(في سنة 1990 كنت قد كتبت قصيدة غيظا من المخلوع ونظامه بعد خطابه عن الصحوة الكبرى وهى الكلمة التي كانت و كأنها ضالة الصحف وقتها فتفوه بها هذا الألمعي ....ونظمت هذه القصيدة في معارضةٍ لقصيدة الطغرائى لامية العجم ومن أبياتها
ساد الفساد وباد الطهر وانفصمت ........ عرى النزاهة في قول وفى عمل
ومنها في المخلوع
غبي عقل وقلب لا يريد ســـوى ...... منافقٍ مادحٍ في كل محتفلِ
تخلفت مصـــر من جرا رئاسته......ويدعى أننــا من أعظم الدول
وجاب بالصحوة الكبرى مسامعنا ........ وإنه مدمنٌ للنوم في العسلِ )
استهللت بهذا الكلام فقط للقول بأننا كنا نُسَاسُ بكتلة من الغباء المتوقد.
 عقب تنحى المخلوع عن الحكم وتفويض المجلس العسكري لإدارة شئون البلاد أعلن المجلس أنه سيتم تسليم الحكم للمدنيين في خلال ستة أشهر ثم رويدا رويدا بدا أن أفكارا ما تراود المجلس العسكري.. فتحيزه الواضح للتعديلات الدستورية  ومن بعدها وثوبه على هذه التعديلات بالإعلان الدستوري وتشبهه بالمخلوع في عدم الالتفات إلى مطالب القوى السياسية في القوانين الصادرة بمراسيم وكل هذا من الأعمال السياسية التي كان من المفترض أن يتركها المجلس للمختصين ويكون أمن المواطن الشخصي و المعيشي أولوية خالصة له لإنجاح الثورة ولتحاشى كفر المواطن بها .
 لكن وجدناه على العكس من ذلك فلم يبد اهتماما للمشكلات اليومية للمواطنين وتفرغ لأعمال السياسة والتصدي للمتظاهرين الرافضين لنهجه السياسي رغم أنهم ليست لهم مطالب فئوية ولا مصالح ذاتية وإنما يريدون تحقيق ما قامت الثورة لأجله وهى مطالب أجمعت كل القوى السياسية بمن فيها القوى وطيدة الصلة بالمجلس على عدم تحقق أي منها.
وبعد أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء طالب الشباب ومعهم بعض السياسيين بتبكير الانتخابات الرئاسية رفضت جماعة الإخوان ذلك نيابة عن العسكري وهنا يجدر التساؤل إذا كان المجلس العسكري سيترك السلطة مع رئيس منتخب فى شهر يونيو القادم فما المانع أن يتركه فى مارس؟ ..فالشخص العادي الذي يتعامل بعقله مع الأمور سيجد أنه لا مانع من التبكير في انتخابات الرئاسة وإلا لكان السؤال....
ماذا يريد المجلس العسكري ...وما الذي يجعله مصمما على البقاء في سدة الحكم حتى يونيو القادم.
فالمتفكر فيما جرى من أحداث منها على سبيل المثال

  • الوثيقة المسماة بوثيقة السلمي
  • أحاديث اللواءات عن صلاحيات (محدودة) للرئيس القادم
  • حديث اللواء الملا المشهور عن نتيجة الانتخابات غير المعبرة
  • تدخل المجلس عن طريق لجنته الاستشارية في معايير لجنة تأسيس الدستور
  • حديث الخضيرى المنتشر في cbc عن مساءلة المجلس العسكري
  • وكذلك الجدل المنتشر عن عدم دستورية إجراءات تصويت المصريين بالخارج

يستطيع أن يقول بلا شك أن هناك أشياءا تُبَيَّت بليل . (شايفينكوا)
ولكن لأن هؤلاء القوم اختارهم المخلوع فليسوا من الدهاء بحيث أن يأتوا بشيء غير متوقع
حتى وإن رتبوا مع الإخوان فهم (أي الإخوان)وان اشتهر عنهم الدهاء إلا أنهم ليسوا كذلك فلقد أصابهم من غباء المخلوع في دهائهم شيء ((فعلى قدر دهاء(غباء) النظام يكون دهاء(غباء) المعارضين))
وحسن ظنك بالأيام معجزة.......فظن شرا وكن منها على وجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق