الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

الإخوان( السمع والطاعة) .... والأيديولوجية .... وما بينهما من تداخل




ورد في كثير من الكتب أن حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين أخذ التصوف على الطريقة الحصافية الشاذلية ومن ثم فقد تعلم طريقة التربية الروحية عند المتصوفة وحضر معهم بعض حضرات الذكر الخ.(ويكيبيديا)
(......والتصوف لمن لا يعلم يكون الأصل فيه هو السمع والطاعة التامة من المريد للشيخ وهذا مذهب أهل التصوف الحقيقي  فقد جاء عن بعض الصالحين في وجوب الطاعة من المريد للشيخ ما نصه
وكن عنده كالميت عند مغسل .... يقلبه ما شاء فهو مطاوع
ولذا فما في التصوف تنازع بل تسليم تام وكتب التصوف مليئة بأقوال العارفين في هذا الشأن.........)
وعندما كون البنا جماعته لم ينقطع عن خلفيته بالتصوف وإنما جمعهم على ما فهم هو من المنهج الصوفي التربوي  ومن ثم بدأت الجماعة في الكثرة العددية إلا أنه عندما جنح به فكره إلى التدخل في أمور  السياسة والحكم ولم يفصل فكرة التربية الصوفية عن الحكم أضر بالاثنين معا لأنه أراد المحال وهو جمع الاثنين معا وهما طرفا نقيض ........كيف ولماذا؟؟؟
يصف البعض الصوفية بأنهم سلبيون أو غير مهتمين بأمور العامة و المجتمع  وهذا الوصف غاية في قصر النظر فالأحزاب السياسية أو أحدها عندما يتخذ موقفا سياسيا ما ضد سياسة ما فان أفراده يتحركون ككتلة واحدة نظرا لاشتراكهم في فكر واحد وتقوم مواقفهم على المشاورة والتصويت على الآراء إلى آخر تلك الآليات الديمقراطية أما التصوف فما فيه فكر وإنما هو منهج للذكر والعبادة والعلم بالدين ويجوز أن يختلف المتصوفة فيما بينهم في كل أمور الدنيا اختلافا فكريا فأي منهم قد يرى أن منهجا اقتصاديا ما هو الأصلح لهذه المرحلة أو تلك ومن ثم فإن المتصوفة قد ينخرطون في العمل السياسي على مناهج عدة فقد تجد متصوف يدعم حزبا اشتراكيا وآخر ليبراليا الخ فهم يدركون أن الدنيا تدار بأي مفهوم مشروع(أنتم أعلم بشئون دنياكم) .
أما البنا وجماعته فقد ظنوا أنه يمكن إعمال السلوك الصوفي ( السمع و الطاعة)  في أمور السياسة والحكم فجعلوا الإسلام إيديولوجية وهو ليس كذلك( لأن الدين حاو لكل(إيديولوجية) فكر قويم وهو ليس فكرا في ذاته  ولا يمكن أن يدعى أحد إلا ضال أن عنده كل الأفكار القويمة أو عنده الإسلام في مجمله  ) وهذا هو الخطأ الجوهري الذي وقع فيه مؤسس الجماعة فهو لم يفرق بين التربية الصوفية الروحية والعمل السياسي الخاضع للفكر والتفنيد والخطأ والصواب والذي يجرى عليه ما يجرى على كل الأمور العارضة في الدنيا ومن ثم نتج هذا الكيان المشوه المسمى بجماعة الإخوان التي يتقيد منتسبوها بكلام مرشدهم في أمور السياسة والحكم و الشأن العام تقيدهم بثوابت الدين وينزلون هذا الكلام منزل المقدس وهذا نوع من العبث في الاثنين (السياسة والدين).....وما عندي من شك أن الذي حافظ على تماسك الإخوان طوال عهدهم هو اضطهاد الرئاسات المتعاقبة على حكم مصر لهم ولو أن مصر دخلت في عهد ديموقراطى بعد عام 52 لما كانت توجد الآن جماعة بهذا الاسم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق