الجمعة، 29 يونيو 2012

الشعب الكوميدى ...... والرئيس الفكاهى


قبل التعرض لموضوع العنوان يجدر التفريق بين شيئين مهمين هما
المشروع القومى(الوطنى)
المشروع الرئاسى
والمشروع القومى من مسماه هو ليس مشروعا شخصيا وإنما تقتضيه مصلحة الوطن العامة وتجتلبه  وكذلك هو ليس مرتبطا برئيس أو مدة رئاسية أو برلمانية  وانما يتبناه المجتمع عبر نخبه ومفكريه وأطيافه والرؤساء المتعاقبين على مختلف أيديولوجياتهم .... وقد يقال أن الدستور مشروع قومى ( وطنى )....أى أن المشروع القومى هو توجه وطن .
أما المشروع الرئاسى فإنه مرتبط بفكر شخص أو مجموعة يعبر عنها شخص مترشح للمنصب وهو مؤقت مرتبط بمدة رئاسية  محددة لا يتعداها الجدول الزمنى لتطبيقه وتنفيذه.
وبتطبيق ما سبق على الواقع المصرى نجد أن الرئيس المنتخب تحدث أثناء حملته الانتخابية عما يسمى بمشروع النهضة ولأن الفترة الرئاسية التى تم الترشح بناءا عليها هى أربع سنوات فمن ثم وجب أن يتم الانتهاء من تنفيذ مشروع النهضة مع نهاية فترة ولايته الرئاسية حتى يبدأ الرئيس المستقبلى ببدء مشروعه الجديد.
وهنا أستدعى من كلام و أقوال الرئيس المنتخب و أعضاء حملته وحزبه وجماعته فقد قيل ذات مرة أن مشروع النهضة يحتاج اعشرين عاما لتنفيذه و أخرى قيل أن مشروع النهضة يحتاج إلى ثمانية أعوام ومائتين مليار دولار لتحقيقه وهذا الكلام ضرب من الاستخفاف بل الخفة......لماذا؟؟
كما قلنا أن المشروع الرئاسى هو غاية أو هدف ينشد المترشح تنفيذه فى ولاية رئاسية واحدة والوصول لهذا الهدف يتطلب خطة وجدولا زمنيا للتنفيذ وسبل للتمويل وطريقة للإدارة وكل هذا يجب أن يكون مدروسا جيدا عند النية للترشح للمنصب.
فإذا تم فتح باب الترشح خاطب المترشح الجماهير بخطته الكاملة لانفاذ مشروعه فى فترة ولايته.
ولكن ما حدث يدل على أن الرئيس المنتخب ومن دعموه لم يملكوا برنامجا تنفيذيا بل لم يملكوا مشروعا من الأصل خلال فترته الرئاسية  وأستطيع أن أدلل على ذلك بالقول أن المترشح لمنصب الرئيس يجب عليه الاستعانة بالمؤمنين ببرنامجه المتبنين له المتفانين فى تحقيقه وبالنظر لما يقال حول حكومة من كل الاحزاب والقوى السياسية هو كلام فكاهى لان القوى والاحزاب بالضرورة مختلفة عن شخص الرئيس فكرا وانتماءا ايديولوجيا مما قد يخلق التباين والاختلاف وبما أن الرئيس هو الذى ستتم محاسبته بلا رحمة فله مطلق الحرية ليأتى بمن يريد لانفاذ مشروعه الرئاسى .
إن ما يحدث على الساحة ينبئنا بأنه لا توجد رؤية محددة ولا مشروع  و إنما فكاهة اختارها الشعب الكوميدى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق