الاثنين، 11 فبراير 2013

الرئيس الأكلاشيه ....... وفقه الضرورة

الرئيس الأكلاشيه
بعد تولى الرئيس مرسى حكم البلاد مباشرة قام بإصدار القرار البلطجي الأول بعودة مجلس الشعب المنعدم بالمخالفة للإعلان الدستوري في أول سطو على السلطة القضائية في سرقة حجية الأحكام  فأصدرت المحكمة حكمها ببطلان قراره ...... فأعدمته.
ثم قام بإصدار قراره البلطجي الثاني بعزل النائب العام عن طريق تعيينه سفيرا بالفاتيكان في سطوه الثاني على استقلال السلطة القضائية  ثم عاد في قراره عندما هب نادي القضاة في مواجهته.
وعندما أصدر إعلانه البلطجي الذي تنصل من المعرفة به كل مستشاريه ووزرائه ونائبه هبت كل القوى الثورية إلى قصر الاتحادية حتى أرغم على تعديله بإعلان بلطجي آخر .
وأصدر قانون الضرائب الجديد ثم عاد فأوقفه في نفس اليوم .
وقبل توليه الحكم وعد بعدم إصدار قرار بدعوة المواطنين للاستفتاء على دستور لم يحظ بالتوافق ورغم خروج مظاهرات عارمة تدل على عدم توافق كبير من فئات الشعب إلا أنه دعا إلى الاستفتاء.
كل هذه الأحداث وغيرها كما قلنا من قبل وإن كانت تدل على فقدان الكرامة الإنسانية إلا أنها تدل أيضا على أن تلك القرارات صدرت من مكتب الإرشاد بالمقطم  و تم اعتمادها بالأكلاشيه الجالس على كرسي الرئاسة .
وما من شك أن هروب رأس الدولة من قصره في مواجهة الثوار من شعبه ( الذين يمارسون دورهم الأصيل في الرقابة والمحاسبة نظرا لعدم وجود مجلس نواب مفوض منهم ولعدم إسناد تلك الصلاحية إلى مؤسسة أخرى كمجلس الشورى حيث ذهبت إليه صلاحية التشريع فقط) يعد قمة الخزى وفقدان الشجاعة الأدبية  بعدما فتح صدره في ميدان التحرير أمام جماعته .
ولا شك أيضا أن الرئيس لا يقدم أية تبريرات أو أجوبة عن أي مما سبق إلا للولايات المتحدة والغرب حيث الشئون القانونية التي يمثل أمامها للتحقيق معه والتي ترى جماعته أن لا استقرار لحكمه إلا بدعمهم وهنا يجب السؤال ....ما الذي يدعو الرئيس وجماعته لكل هذا الكذب والبلطجة وانعدام الكرامة والمروءة؟؟؟؟ إنه
فقه الضرورة
لنتخيل شخصا  عطشانا ويخشى عليه من الهلاك ولم يجد إلا الخمر أمامه فإنه من فقه الضرورة (الاستثنائي) يجوز له الشرب لدفع المضرة فيجد المرء في نفسه اضطرارا للشرب على كره منه فإذا تخيلنا أن هذا الشخص مكث سنة على هذا الحال فمن المحال أن تجد تلك الكراهة بعد سنة هي ما وجدها أول مرة بل تجد فيه استساغة لطعم الخمر بحكم العادة فإذا خرج من تلك الحال(الاستثناء) إلى  القاعدة فإنه وبرغم وجود الماء يميل إلى الخمر إلا إذا شد على نفسه وحبسها وزجرها  وحاربها فيما تعودت عليه ...هذا المثال الذي تخيلناه هو مثال لشيء مادي محرم تعود عليه الشخص بحكم الضرورة .....فما بالنا لو كان هذا الشيء معنوي أي ليس فيه حرمة يراها الناس ....ساعتها قد لا يشد الشخص على نفسه ولا يقاومها و قد يخلط ساعتها دفع الضرر بجلب المصلحة فيفعل هذا الشيء لتحقيق فائدة أو يظل على إيهام نفسه بأنه لا يزال في حالة الاستثناء رغم خروجه منها....وهذه هي طريقة الإخوان في التعامل مع الأوضاع في البلاد
فالجماعة ظلت عبر عقود في حالة استثنائية فكان الكذب والمداهنة للنظم المتعاقبة هما السبيلين للبقاء فولدت أجيال وتربت على هاتين الصفتين حتى صارتا طبعا فيهم وأدمنوهما  (والطبع غلاب) و بعد زوال تلك الأنظمة وقيام الثورة ساروا في سبيل إنشاء دولتهم  بنفس الطبع الذي يسرى في دمائهم ..... ولإعطاء مسوغ لأنفسهم لاستخدام الكذب والمداهنة فكان لابد أن يشعروا ويشعروا الجميع بأن هناك مخطط عليهم حتى لا يكون الكذب والمداهنة في غير محل.
ومن ثم نجد أن الجماعة و بوقها الجالس على كرسي الرئاسة لا يستحون من الكذب البين والاستخفاف بعقول العقلاء وكأنهم يخرجون لنا ألسنتهم ويعبر عنهم لسان حالهم قائلا...أقم دولة الحق(دولة حسن البنا) ولو عن طريق الباطل....فالضرورات تبيح المحظورات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق