الخميس، 9 فبراير 2012

وليست ثورة الشعب



دائما ما أجد في عقلي عدم استساغة عندما يردد السياسيون والإعلاميون فى مختلف الفضائيات والصحف أن ثورة 25 يناير هي ثورة الشعب فعلى الرغم من أننى شاركت فى فعاليات الثورة من 28 يناير إلا أنني لا أشعر أني قمت بما هو الواجب على وكان المفروض أن أبادر من أول لحظة .. ورغم محاولتى  السفر للقاهرة للمشاركة من أول يوم وعدم تمكني بسبب توقف المواصلات  وعزوف السائقين.... فما زلت لا أشعر بأنني من الثوار (إحساس داخلي) ....
ولكن قبل كل هذا يجب أن نسأل أولا ....ما هي الثورة؟؟؟؟
الثورة  هي الخروج على وضع قائم لتغييره .
فماذا كن الوضع القائم؟؟؟
فساد سياسي (منظومة الحكم)
فساد إدارى (يشترك فيه النظام والعامة)
فساد أخلاقي ولا أقصد به مظهر الأشخاص ولكن سلوكياتهم
الناظر لأحوال عامة الشعب بعد الثورة يشعر وكأن ثورة لم تقم فقد زاد الفساد الادارى فحتى تاريخه لا تجد التزام بقانون العمل وحتى الآن المنظومة التعليمية ما زالت فاسدة ومازالت المصالح اليومية تسير بالمحسوبية والمجاملات ..فلا تجد حتى وازعا من ضمير.وكذلك ما زال نزيف إهدار المال العام مستمر عبر عدم وضع حد أقصى للأجور..وما زالت القيادات المتواطئة مع النظام البائد(الذى مازال) على الكراسي
وكذلك إلى الآن يتم التعدي على أراضى الدولة من العامة فبين جسري النيل تتم أكبر جريمة فى حق الدولة وكذلك لا يزال البناء على الاراضى الزراعية جاريا ولا يزال الاستغلال  فى الأسواق وارتفاع الأسعار يتزايد لصالح التجار ..والوقود  من سولار وبنزين وغاز يتم الاتجار به فى السوق السوداء..... و الدقيق المدعم يباع خارج الأفران .....وتزيد تعريفة سيارات الأجرة بين المواقف دون موافقة من الأجهزة المختصة وكأن عوام الشعب ممن قاموا بهذه الافعال (وهم ليسوا أقلية)يتحينون انشغال أجهزة الدولة للسطو على ما ليس لهم....ثم بعد ذلك كل فئة تطلب لنفسها زيادات مالية على حساب فئات أخرى عن طريق الإضرابات والاعتصامات دون أن يفكر فى تأثير ذلك على موازنة الدولة والصالح العام.....
ثم يأتي بعد ذلك السادة المسئولون الذين على رأس النظام ليقولوا أن هذه ثورة الشعب.... فأي شعب يقصدون؟؟!!
إذا الشعب قام بثورة فلا بد من أن يلزم نفسه بمبادئها أولا ...أي أنه قبل أن يقوم بثورة على الغير لابد أن يقوم بثورة على النفس.... وهو ما تنكره كل أفعاله.
إذا الشعب بالإهمال أرسب عاليا......فلا بدع أن يعلو به كل راسب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق