الجمعة، 3 يونيو 2016

السيسى ..... والدولة ..... وما بينهما من مسائل ... (2)




الفساد (1)..... الدعم
من المعلوم اصطلاحا أن الدعم هو مساندة  و مساعدة  و إعانة  الغير قادر  في تلبية  احتياجاته  و من  ثم  فإن  دعم  الحكومة للسلع  هو  أن تدفع جزءا من ثمنها من  صندوق  الموازنة لتظل  فى  متناول  المواطنين  الغير قادرين  على القيام بأعبائهم  الضرورية .
وأول ما يقفز  إلى ذهن الناظر فى التعريف  الاصطلاحى  هو تعبير المواطنين غير القادرين ( الذين يسميهم النظام محدودى الدخل) فيسأل :
من هو محدود الدخل ؟ وما هى آلية تحديده؟
أو بتعبير آخر من هو غير القادر ؟ وهل هو غير قادر جزئيا أم كليا؟ وهل ستدعمه الدولة بشكل كامل أم جزئى؟ هذه الأسئلة  إذا دارت فى ذهنى فقطعا تكون دارت فى ذهن صاحب القرار  ولكن أسلوب  دعم الخبز والسلع عندنا هو عبارة عن قمة التهريج و  المسخرة العلنية .
فالدعم فى مصر  يتجلى  فى  وجهين دعم  الطعام  و دعم  الطاقة حسبما  تقول الحكومات المتعاقبة  فإذا قلنا أن الدولة تدعم السلع  فإن  المستفيدين من القادرين يفوقون  غير القادرين  فى صرف المواد الغذائية وما أكثر ما يترك القادر   نصيبه للتاجر  و الوسطاء   (بعدم استفادته من السلع المدعومة)فنراهم وقد أثروا على حساب المال العام  و أنا على المستوى الشخصى لم أستلم كوبون الغاز لأكثر من عام  فهل إذا ذهبت إلى مكتب التموين المختص وسألت عن الكوبونات  سأجدها عادت إليهم  ؟  بالقطع  لا
 وكذلك دعم الوقود الذى يستفيد منه البعض دون البعض .....فمن البديهى أن  معظم الناس لا تمتلك سيارة  و الذى يملك سيارة هو أيسر حالا ممن لا يملكها من غير القادرين فكيف تدعم الدولة شخصا عن ميزة ليست فى متناول الآخرين من المستحقين للدعم  أو كيف لا تدعمهم  بما يوازى  دعم الوقود لمن عندهم سيارات .
من البديهيات أن أول ما ينبغى عمله  لأى شخص يتولى منظومة الدعم هو معرفة دخول الأفراد ومن ثم وضع  حد  أدنى للدخل يصرف على أساسه  الدعم  الكلى  وكذلك الحد الذى لا يستحق  صاحبه   دعما  وبين الحدين يكون   دعم الأفراد كل حسب احتياجاته الضرورية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق